مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة

مشاركة الخبر

مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة

مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة

مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة له هوية خاصة مختلفة تُعنى بالعروض المسرحية خارج المسارح المغلقة، وقد فضلنا تسمية الفضاءات المفتوحة بدلاً من الفضاءات البديلة، لإيماننا التام بأنه لا بديل عن المسرح بشكله القديم والعريق والمهيب الذي تأسس منذ آلاف السنين -مع إدراكنا بأن المسرح الإغريقي القديم بدأ في الفضاءات المفتوحة- ولكنها مقترحات جمالية هدفها خلق كشف جديد ودهشة من نوع آخر وإثارة لتفكير المتلقي ومخيلته . كما أن الفضاءات المفتوحة لا تعني بالضرورة مسرح الشارع الذي يعتمد على تقديم 'اسكتشات' قصيرة جداً لا تتجاوز الخمس أو العشر دقائق، وذات طابع كوميدي صامت أو ارتجالي، بل هي تتجاوز ذلك إلى ما هو أبعد وأعمق بكثير، لتصبح بمثابة استثمار وتوظيف أماكن ومساحات وفضاءات جديدة للعروض والملاحم المسرحية الكبرى خارج مسرح العلبة الإيطالي المغلق أو ما يعرف أكاديمياً بمسرح 'البروسينيوم'، سواء كان هذا المكان أو الفضاء عبارة عن : بيت قديم، قصر أثري، قلعة تاريخية، كنيسة مهجورة، سجن، حديقة، متحف، غاليري، مقهى، رواق، هنجر، محطة قطار أو ميناء ...الخ . وتكمن أهمية مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة في كونه يشكل علاقة مغايرة مع المتلقي، ويعمل على تجسير الفجوة بينه وبين المسرح، حتى لا يبقى المسرح حكراً على أماكن وجمهور محددين . والأهم من ذلك كله هو أن الخروج من مسرح العلبة الإيطالي المغلق نحو الفضاءات المفتوحة لا يعني خروجاً جغرافياً وتقليعة مسرحية، بل هو غزو للمجهول ومغامرة لاجتراح فضاءات جديدة للمسرح تتناغم مع رؤية كل مخرج، حتى لا يبقى المسرح يدور في فلك النمطية والتكرار داخل العلبة المغلقة، وهو أيضاً بحث فلسفي وانعتاق روحي وعناق جمالي مع المكان وتاريخه وجذوره وما يحمله من رموز ودلالات تتقاطع مع مضمون العرض المسرحي وخطابه الفلسفي والجمالي .