أريج دبابنة: على الفنان المواظبة على البحث عما يلامس المجتمع إنسانيا

مشاركة الخبر

أريج دبابنة: على الفنان المواظبة على البحث عما يلامس المجتمع إنسانيا

أريج دبابنة: على الفنان المواظبة على البحث عما يلامس المجتمع إنسانيا

أحمد الشوابكة– تقول الفنانة الأردنية أريج دبابنة: “ينبغي على الفنان أن يواظب على البحث والتحري لاكتشاف مزيداً من الحالات والموضوعات الجديدة لم تطرح من قبل وتلامس المجتمع بيئياً وإنسانياً، والتي من شأنها أيضاً المساهمة الفاعلة في تطوير أدواته الإبداعية في عالم التمثيل مسرحياً ودرامياً”. مشيرة في السياق ذاته إلى أن أي مبدع حقيقي يشعر دوماً بمتعة اكتشاف حالات جديدة، وخصوصاً إذا كان مجال عمله في الدراما التي تتناول كل الصراعات والحالات الإنسانية الإشكالية، وهذا الأمر يثري معرفته وتجربته بغض النظر عن النتائج الفنية التي بلغتها هذه الأعمال.


وتحرص دبابنة على قراءة النصوص والموضوعات بطريقة متأنية للأعمال المعروضة عليها، وأيضا استشارة شرائح مختلفة لمنحها خلفية تامة حول المجتمعات البدوية والريفية (القروية) والبيئية والمودرن، وذلك تلاشياً للوقوع في أخطاء تمس كيان هذه المجتمعات، وفق ما أكدته في حديثها لـ “الغد”.

وتمتلك دبابنة موهبة أدخلتها في مجال الفن بكفاءة واقتدار، حتى أضحت صاحبة رصيد فني مميز، لتواجدها في عالم التمثيل بشموليته (الكوميدي والتراجيدي والدرامي)، مبرهنة في ذلك مدى ثقافتها العملية والعلمية والمجتمعية، وهذا الأساس في إبراز مكنونها الإبداعي الذي خطته خطوات متسلسلة في هذا العالم الذي وصفته بالمتعب، إلا أنه ممتع، حسب قولها، مشيرة إلى أنها تهتم كثيراً بقوة الشخصية التي تؤديها إذا كانت أكبر من عمرها أو بملامح مهمشة، لأن القيمة وإتقان الدور الأصعب هو الأهم لها ويحمل الرسالة المراد إيصالها، على خلاف الاهتمام بالظهور على الشاشة لمجرد الظهور فقط.

وتمتلك دبابنة صوتاً مميزاً أسهم في اللجوء إلى التسجيلات الصوتية لقدرتها على التقلب من صوت لصوت لآخر، ومن شخصية إلى أخرى على خشبة المسرح مع اتقانها اللهجات العربية المختلفة، إضافة إلى ذلك فإنها تجيد كافة الأدوار المسندة إليها في الكوميديا والبدوية والدرامية، مشيرة إلى تجسيدها دور آلهة عمون وتارة فتاة الليل المضطهدة وتارة أخرى تجسد شخصية الرجل بحالات نفسية متعددة على خشبة المسرح، بحسب ما ذكرت. شاركت دبابنة في العرض المسرحي المصري الذي حمل عنوان (رجالة وستات) مع المخرج إسلام إمام. ولاقى حضورا جماهيريا، وكذلك العرض الإماراتي (وعاشوا عيشة سعيدة)، حيث حصلت على العديد من الجوائز والترشيح في كل المهرجانات التي شاركت فيها سواءاً على المستوى المحلي أو العربي.

وتنشغل أريج دبابنة، حالياً بتصوير مشاهدها في المسلسل الاجتماعي التاريخي المعاصر “شارع طلال” الذي يتحدث عن الحياة وتطورها في مدينة عمان منذ بداية الخمسينيات بتولي جلالة الملك الحسين رحمه الله سلطاته الدستورية، ويرصد التقدم الاجتماعي والعمراني لبيئتها وسكانها، عبر حكاية تتشكل أحداثها من خلال حكايات عائلات عدة من أعراق وجنسيات مختلفة لغاية العام 1999 بوفاة المغفور له جلالة الملك الحسين.

وتجسد دبابنة في المسلسل الذي تنتجه مجموعة المركز العربي الإعلامية وألفه الكاتب والزميل الصحفي مصطفى صالح ومن إخراج الأردني حسن أبوشعيرة، شخصية سيدة مصرية الجنسية تدعى (رجاء) تتزوج من شخصية أردنية تساعده على فتح مطعم سياحي، يطلقها وتعود إليه مرة أخرى، ثم تتوالى الأحداث لا مجال لسردها وفق ما قالته.

وشاركت الفنانة مؤخراً في العمل المسرحي “كاريكاتير” مع الدكتورة مجد القصص، حيث جسدت الحجة الفلسطينية (أم قاسم) التي لن تتخلى عن مفتاح العودة حتى لو قتل زوجها شهيدا، وهي تستعين بحنظلة وسندريلا للبحث عن زوج وتكتشف بفترة قصيرة أنه استشهد.

كما أنها شاركت في مسلسلين هما: البدوي العيدروس وحضور لموكب الغياب في جزئه الثاني، اللذان تم تأجيل عرضهما، إلى ما بعد شهر رمضان المبارك للعام الحالي.

ولا تنكر دبابنة أن دورها (أم صقر) في المسرحية السياسية الناقدة (الآن فهمتكم) مع الفنان الكوميدي موسى حجازين والمخرج محمد الضمور، والذي أدت فيه ثلاثة شخصيات في العرض المسرحي الذي عرض في الأعوام من 2011 إلى 2013 يوميا وشاهده الأردنيين بجميع الفئات والعرب وعرض في الطائرات والباصات السياحية وقناة رؤيا حتى شاهده جلالة الملك والملكة وولي العهد، كان نقطة البداية في مسيرتها الفنية، وفق ما ذكرته في سياق حديثها. وتهتم دبابنة بالأغنيات التراثية الأردنية الأصيلة من خلال تقديمها في كافة المناسبات التي تشارك فيها، معرجة على تقديمها رقصة الحوشية القديمة في المسلسل الأردني (المشراف)، وذلك بحسب ما تقول: “لا بد من استمرار التراث الأردني ونقله للأجيال القادمة”.

وتنهي دبابنة حديثها بالقول: “إن الفنان الأردني يجتهد دائما في تقديم أعمال فنية تلاقي إعجاب الجمهور المحلي والعربي، ولكنه يحتاج إلى إعادة صناعة النجوم وإعادة الدراما الأردنية إلى قوتها السابقة، وذلك من خلال تطورها في المرحلة المقبلة، خصوصاً أنه يوجد في الأردن طاقات فنية مهمة.